الثلاثاء، 26 يونيو 2018

الخانقاه البندقدارية الأمير علاء الدين البندقداري سنة 683 هـ مسجد علاء الدين الآبار


الخانقاه البندقدارية الأمير علاء الدين البندقداري سنة 683 هـ مسجد علاء الدين الآبار


"الخانقاه البندقدارية" هي إحدى الخانات النادرة الباقية من عهد المماليك بحي السيدة زينب في القاهرة قرب منطقة "بركة الفيل"، أنشأها الأمير علاء الدين البندقداري سنة 683 هـ، وهو أحد المماليك المغاوير الذين سطع نجمهم في عهد السلطان الظاهر بيبرس، الذي تولى البندقداري في عهده سلطنة حلب، لكنه حين توفى في عام 684 هـ دفن في خناقاته التي أنشأها وجعلها مسجداً.
يقول الأثري عبد الحميد العطوي: كان الأمير علاء الدين أيدكين بن عبد الله البندقداري الصالحي مملوكاً للأمير جمال الدين موسى بن يغمور، ثم انتقل إلى مماليك الملك الصالح نجم الدين أيوب، الذي جعله أميراً، وبعد وفاته أصبح من مماليك شجرة الدر، وعندما تولى الظاهر بيبرس سلطنة مصر سنة 658 هـ، سطع نجم "علاء الدين" وارتفع شأنه عندما قام الظاهر بمحاربة الأمير علم الدين سنجر حاكم دمشق، وكان من بينهم الأمير علاء الدين، فحاربوه وهزموه حتى اضطر إلى مغادرة دمشق والهرب إلى بعلبك.
واستولى الأمير علاء الدين على دمشق وحكمها نيابة عن الملك الظاهر بيبرس، ثم جهز حملة عسكرية إلى بعلبك لحصار "الحلبي" حاكم المدينة وانتهى الأمر باستسلامه وذهابه إلى السلطان الظاهر في مصر؛ ونتيجة لذلك كما يقول العطوي كافأ الظاهر علاء الدين على إخلاصه فمنحه ولاية السلطنة في حلب، وعندما كثرت فتوحات وانتصارات الظاهر، رأى ألا ينفرد بكل هذه المكاسب والانتصارات لنفسه دون أعوانه، فأصدر أمره بأن يملك الأمراء وخواصه بعض المناطق والضياع، وكان بينهم الأمير علاء الدين البندقداري الذي ملك منطقة "باقة الشرقية".

ويشير" العطوي" إلى أن الأمير علاء الدين كان له نصيب يذكر في جهاد الصليبيين، فقد أغار الفرنجة سنة 664 هـ على حمص، ونزلوا على حصون الأكراد واستولوا على مناطق "عرقة، حلباء، القليعات، قرب طرابلس الشام"، فجهز الأمير علاء الدين جنوده واتجه إلى مدينة صور، وهاجموا الفرنجة فقتلوا وأسروا منهم الكثير.
وعندما أغار التتار على "الساجور" وهو نهر قرب حلب، توجه إليهم علاء الدين بجنوده وانتصر عليهم انتصاراً كبيراً في منطقة "برج برغوث"، منطقة تقع على الطريق بين دمشق وجسر يعقوب.
ويضيف الخبير الأثري الدكتور عبد الرحيم ريحان إن علاء الدين عاش حتى دولة الملك المنصور قلاوون، وكان من أكابر الأمراء وأعيانهم، ومات في القاهرة في شهر ربيع الأول من سنة 684 هـ ودفن بمدفنه الموجودة في خانقاه المسماة باسم "الخنقاه البندقدارية"، التي أنشأها وجعلها مسجداً، وما زالت هذه الخانقاه موجودة وتعرف باسم "زاوية الأبار"، وتوجد على يسار المدخل من باب الزاوية، قبة تشرف على الشارع تحتها "قبر علاء الدين" وعليها تابوت خشبي نقش عليه تاريخ وفاته، وتحتوي الخانقاه على قبة أخرى يرجح أن علاء الدين أنشأها لزوجته.

ويوضح "ريحان" أن الخانقاه توجد في منطقة بركة الفيل التي تحولت تدريجياً من الزراعة إلى السكن منذ عام 620 هـ ولم يبق بها أرض بغير بناء إلا قطعة أقيم عليها فيما بعد سراي عباس حلمي الأول المعروفة باسم "سراي الحلمية". وفي عام 1894 قسمت أراضي حديقة السراي وفي سنة 1920 هدمت السراي وقسمت أراضيها وبيعت وتعرف الآن باسم "الحلمية الجديدة".

وعن معمار الخانقاه يقول سعيد حلمي عزت رئيس المنطقة الأثرية بجنوب القاهرة: إنها تتكون من قبتين، الأولى تطل واجهتها علي شارع السيوفية والثانية تقع خلفها ويفصل بينهما مساحة للصلاة، وتتكون الواجهة الأولى من مداميك حجرية وينتهي حائطها بشرفات مسننة، ويعلو حائط الواجهة منطقة الانتقال للقبة المزخرفة بقنوات تفصل بينها فصوص بارزة، وفي وسط الواجهة يوجد مدخل ينتهي بعتب يعلوه عقد عتيق، وعليها شريط كتابي يقع تحت الشرفات مباشرة يحتوي على "رنك وظيفي"، وهو عبارة عن قوسين متواجهين مما يدل علي أن صاحبها كان يشغل وظيفة البندقداري.
ويضيف سعيد: يؤدي إلى الخانقاه مدخل معقود مكون من ثلاثة فصوص، يوصل إلى ممر على جانبه الغربي تقع القبة الأولى، وعلى جانبه الشرقي عدة منازل، وعبره يتم الوصول إلي ساحة الصلاة، وتفتح القبة الأولى على هذا الممر بواسطة باب ينخفض عنه ه بمقدار ثلاث درجات ومبنى من حجر منحوت يشابه حجر الواجهة.

ويشير سعيد إلى أن جدران القبة الأولى تكاد تكون خالية من الزخارف فيما عدا المحراب الذي يعلوه عقد ذو زاوية تحيط به الزخارف الحصية، وعلى جانبي المحراب توجد "حنينان" طويلتان مجوفتان ويقوم عقد المحراب، وكذا عقود الحسنيتين على أعمدة مندمجة، ويوجد للقبة باب ثان في الضالع الشرقي يقابل الباب الذي يفتح على المدخل.
أما القبة الثانية فيمكن الوصول إليها عن طريق صالة الصلاة من الباب، ومنه إلى ممر ضيق في نهايته باب يؤدي إلى القبة الثانية، يدخل إليها عن طريق باب، وهي أصغر قليلاً من القبة الأولى وتحتوي على محراب طويل وضيق وينتهي بعقد منكسر، وتتكون منطقة الانتقال من ثلاثة صفوف من المقرنصات، ويحتوي كل صف على خمس مقرنصات، ويفصل بين الأركان نافذة ذات ثلاث فتحات، وتحتوي رقبة القبة على أربع وعشرين نافذة صغيرة تقوم على شريط من بحور تحتوي على كتابة نسخية، ويملأ فراغ كوشة عقود النوافذ زخارف حصية على شكل معينات ويعلو ذلك مباشرة شريط ضيق من الخط الكوفي.

الخانقاه البندقدارية الأمير علاء الدين البندقداري سنة 683 هـ مسجد علاء الدين الآبار



الخانقاه البندقدارية الأمير علاء الدين البندقداري سنة 683 هـ مسجد علاء الدين الآبار


الخانقاه البندقدارية الأمير علاء الدين البندقداري سنة 683 هـ مسجد علاء الدين الآبار

الخانقاه البندقدارية الأمير علاء الدين البندقداري سنة 683 هـ مسجد علاء الدين الآبار


اكثر ما عرف به الأمير علاء الدين ايدكين و أشتهر به عند المؤرخين هو كونه أستاذ الملك الظاهر بيبرس و مربيه لذلك فإن الظاهر يعرف ببيبرس البندقداري نسبة إلي أستاذه، أما علاء الدين نفسه فإنه كان من مماليك الملك الصالح أيوب بن الكامل و كان من كبار أمرائه و قد سخط عليه الصالح لحادثه و قعت و نزع منه مماليكه و منهم بيبرس لذلك فإن بيبرس يعرف ايضاً بالصالحي, لكن مع ذلك فإنه كان من خيرة المماليك الصالحيه و من أقربهم إلي أستاذه الملك الصالح يقول الشيخ المقريزي في كتابه الخطط " ولما تسلطن الملك المعز أيبك التركمانيّ أقام الأمير علاء الدين أيدكين البندقداري في نيابة السلطنة بديار مصر، فواظب الجلوس في المدارس الصالحية بين القصرين ومعه نوّاب دار العدل ليرتب الأمور وينظر في المظالم، فنادى بإراقة الخمور وأبطال ما عليها من المقرّر" .

وقد روي المؤرخون أن أيدكين كان له دور في تحريض شجر الدر علي قتل أيبك و قد كان، و عندما تقلبت الأحوال و دارت الحروب حتي تسلطن بيبرس صار أيدكين من جملة أمرائه و خدامه بعد أن كان بيبرس مملوكاً له, و في ظل سلطنة بيبرس استمر حال ايدكين كونه من كبار أمراء الدوله حيث أنه كان نائباً بحلب و قد إسترد دمشق بعد أن تمرد سنجر الحلبي علي بيبرس و ظل أيدكين نائباً بها, و كان أيدكين أيضاً ممن قام بخلع السلطان السعيد بركه خان بن الظاهر بيبرس حين إختلفت عليه كلمة الأمراء. يقول عنه الشيخ بن كثير في كتابه البدايه و النهايه " وهو الامير الكبير علاء الدين أيدكين البندقداري الصالحي، كان من خيار الامراء سامحه الله "

المناصب
كان في جملة المماليك الذين ثاروا على المعز أيبك، وكان الظاهر بيبرس من جملة مماليكه، ولذا نسب إليه وعرف باسم الظاهر بيبرس البندقداري. وعندما قامت ثورات ضد حكم الظاهر بيبرس، قام أيدكين بدور كبير في إخماد هذه الثورات، خاصة في دمشق وحلب، وقد حارب الصليبيين في صور، وأسر عدداً كبيراً منهم.

فقد كان الأمير علاء الدين ايدكين بن عبد الله البيدقداري الصالحي مملوكاً للأمير جمال الدين موسي بن يغمور ، ثم انتقل إلي مماليك الملك الصالح نجم الدين أيوب ، الذي جعله أميراً ، وبعد وفاته أصبح من مماليك شجرة الدر ، وعندما تولي الظاهر بيبرس سلطنة مصر سنة 658هـ  علا نجم “ علاء الدين “ وارتفع شأنه عندما قام الظاهر بمحاربة الأمير علم الدين سنجر حاكم دمشق وكان من بيهم الأمير علاء الدين فحاربوه وهزموه حتي اضطر إلي مغادرة دمشق والذهاب إلي بعلبك .. ثم دخل الأمير علاء الدين دمشق واستولي عليها وحكم فيها نيابة عن الملك الظاهر بيبرس ، وجهز علاء الدين حملة عسكرية إلي بعلبك لحصار الحلبي حاكم المدينة وانتهي الأمر باستسلام الحلبي وذهابه إلي السلطان الظاهر بمصر ، وكان من نتيجة دلك كما يقول العطوي أن قام الظاهر بمكافأة علاء الدين علي إخلاصه فمنحه ولاية السلطنة بحلب ، وعندما كثرت فتوحات وانتصارات الظاهر رأي ألا ينفرد بكل ذه المكاسب والإنتصارات لنفسه دون أعوانه ، فأصدر أمره بأن يملك الامراء وخواصه بعض المناطق والضياع وكان بينهم الأمير علاء الدين البندقداري الذي ملك منطقة “ باقة الشرقية الأمير علاء الدين كان له نصيب يذكر في جهاد الصليبيين ، فقد حدث أن أغار الفرنج سنة 664هـ علي حمص ، ونزلوا علي حصو الأكراد واستولوا علي مناطق عرقة وحلباء والقليعات قرب طرابلس الشام فقام الأمير علاء الدين بتجهيز جنوده واتجه إلي مدينة صور وهاجموا الفرنج فقتلوا وأسروا منهم الكثير ، .. وعندما أغار التتار علي “ الساجور “ وهو نهر قرب حلب توجه إليهم علاء الدين بجنوده وانتصر عليهم انتصاراً كبيراً في منطقة “ برج برغوث “ وهي منطقة تقع علي الطريق بين دمشق وجسر يعقوب. أكابر الأمراء عاش علاء الدين حتي دولة الملك المنصور قلاوون ، وكان من أكابر الأمراء وأعيانهم إلي أن مات.

يضاف إلي سيرة الأمير علاء الدين أنه كان من الأمراء المجاهدين سواء ضد التتار أو الصليبيين وليس هناك ما يؤكد مشاركته في معارك المنصوره و فارسكور و عين جالوت إلي أني أظن أن مشاركته في مثل هذه المعارك أكيده لكونه في مقدمة المماليك الصالحيه و الثابت أنه شارك في أكثر من واقعه غير تلك المواقع المشهوره و كما هو معروف فإنه كان من المشار إليهم للقيام بالمهام الجسام في زمن الظاهر بيبرس أما عن وظيفة البندقداريه فالواضح أنه عرف بهذا اللقب كونه مسئولاً عن فرق رماة البندق في الجيش المملوكي أو ربما كونه مسئولاً عن صناعة سلاح البندق و توفيره للعسكر.

وفاته
توفي الأمير أيدكين في القاهرة في شهر ربيع الأول من سنة 684هـ - 1285م. أي في عصر السلطان المنصور قلاوون و كان له من العمر حوالي سبعون سنه، ودفن بمدفنه الموجودة في خانقاته المسماة بإسم “ الخنقاه البندقدارية “ والتي أنشأها وجعلها مسجداً لله تعالي وما زالت هذه الخانقاه موجودة وتعرف باسم “ زاوية الأبار “ ويوجد علي يسار المدخل من باب الزاوية ، قبة تشرف علي الشارع ويوجد تحتها قبر علاء الدين ويعلوها تابوت خشبي حفر عليه تاريخ الوفاة .. كما تحتوي الخانقاه علي قبة أخري يرجح أن علاء الدين أنشأها لزوجته . الخانقاه توجد في منطقة بركة الفيل بالقرب من ميدان السيدة زينب وهذه المنطقة لم تكن بركة عميقة فيها ماء راكد بالمعني المفهوم من لفظ بركة ، وإنما كانت تطلق علي أرض زراعية يغمرها ماء النيل سنوياً وقت الفيضان ، وكانت تروي من الخليج المصري الذي حل محله الآن شارع بورسعيد ، وبعد نزول الماء نترع ، كانت المزروعات الشتوية وأبرزها البرسيم ، وقد تحولت أرض بركة الفيل تدريجياً من الزراعة إلي السكن منذ عام 620 هـ ولم يبق بها أرض بغير بناء إلا قطعة أقيم عليها فيما بعد سراي عباس حلمي الأول المعروفة باسم “ سراي الحلمية “ .. وفي عام 1894 قسمت أراضي حديقة السراي وفي سنة 1920 هدمت السراي وقسمت أراضيها وبيعت وتعرف الآن باسم “ الحلمية الجديدة “

و قد حج قبل وفاته بحوالي أربع سنين  أما عن الخانقاه فقد قال المقريزي عنها أن أيدكين قد أوقفها لله تعالي و رتب بها صوفيه و قراء, و لمن لا يعلم فإن الخانقاه هي مبنه ذو طبيعه دينيه صوفيه حيث ينقطع فيه الصوفيه للتعبد لله سبحانه و تعالي مدي حياتهم و يتم الإنفاق عليهم من مال الوقف, يوجد بالخانقاه قبتين مدفون بأحدهما الأمير علاء الدين أيدكين و الأخري يرجح أنها لزوجته, تقول الدكتوره دوريس بهرنز أن خانقاة البندقدار هي أقدم خانقاه باقيه و معروفه بالقاهره بعد الخانقاه الصلاحيه سعيد السعداء التي أنشأها الملك الناصر صلاح الدين يوسف و التي لا يبقي من حالها حين تأسيسها شيء.


تلك القبة تعد من أحد أهم القباب، قام بإنشائها الأمير علاء الدين البيدقداري، أحد المماليك المغاوير الذين سطع نجمهم في عهد السلطان الظاهر بيبرس والذي تولي البيتدقداري في عهده سلطنة حلب. وتتكون الزاوية من قبتين: الأولى تطل واجهتها على شارع السيوفية والثانية تقع خلفها ويفصل بينهما مساحة للصلاة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق