أعلن الدكتور خالد سعد مديرعام الإدارة العامة لآثار ما قبل التاريخ عن كشف جيولوجى هام ،فقد كشفت بعثة آثار وزارة الدولة لشئون الآثار عن واديين جديدين للحيتان فى منطقة مساحتها 10كم شمال بحيرة قارون عثر بها على هياكل عظمية كاملة لحيتان من أنواع البازيلوسورس والدوريدول عمرها 42 مليون سنة تتراوح أطوالها ما بين 6 إى 18م وبقايا تماسيح عمرها عشرة آلاف عام
جاء ذلك فى ورقة بحثية مقدمة للمؤتمر الدولى الأول لعصور ما قبل التاريخ فى الوطن العربى المنعقد بقاعة المؤتمرات بجامعة القاهرة فى الفترة من 15 إلى 19 ديسمبر تحت رعاية الدكتور محمد حمزة عميد كلية الآثار جامعة القاهرة والدكتور محمد إبراهيم وزير الدولة لشئون الآثار
ويؤكد الكشف وجود غابة متحجرة عمرها أكثر من 42 مليون عام بالموقع بها أكثر من 300 شجرة كاملة حتى الآن يصل طول بعضها إلى 35م بالإضافة لوجود بقايا أشجار المانجروف التى يرجع عمرها إلى 90 مليون سنة ويوجد مثيل لها بمصر فى محمية المانجروف بمرسى علم والعثور على بقايا حفريات فقارية بالموقع لحيتان وقروش وسمك المنشار وعروسة البحر .
وقد انتشرت مواقع آثار إنسان ما قبل التاريخ بالمنطقة المكتشفة تعود للعصر الحجرى القديم منذ 200 ألف عام واستمرت حتى بداية عصر الأسرات المصرية وقد كشف عن معبد قصر الصاغة من الدولة الوسطى ومدينة دمية السباع المدينة ذات طابع المبانى التجارية من العصر اليونانى الرومانى كما يوجد بالمنطقة أقدم محاجر للبازلت
.
كما تعتبر المنطقة موقعاً لاستخراج الأكاسيد اللونية فى موقع يطلق عليه " ودان الفرس" والتى استخدمت فى صناعة الفخار منذ عصور ما قبل التاريخ والتى اعتمد عليها المؤرخ بترى فى تأريخ الفخار المصرى طبقاً لنوعية هذه الأكاسيد ويقترح د. خالد سعد إنشاء متحف جيوأركيولوجى كبير بهذه المنطقة
يضاف لهذا الكم الهائل من الآثار التى كشفت عنها بعثة وزارة الآثار تعود لعصور ما قبل التاريخ وحتى عصر أسرة محمد على جمعت بين الآثار القديمة والمسيحية والإسلامية
ويضيف د. إبراهيم الشتلة أستاذ آثار ما قبل التاريخ أن أهمية هذا الكشف تؤكد وجود نهر فيضى بمصر عمره 40 مليون سنة ينبع من امتداد ساحل البحر الأحمر عند قرية العين السخنة مخترقاً هضبة الجلالة البحرية (طريق القطامية القديم) وبقاياها الآن الغابة المتحجرة وامتدادها حتى حى المعادى وكان يجرى هذا النهر غرباً ليقطع الهضبة المسماه حالياً فتحة اللاهون بالفيوم ثم عبر سهل طامية وذلك لوجود الطفلة حتى الآن بها ثم شرقاً لمنخفض الفيوم .
وكان هذا المنخفض عبارة عن إنكسارات صخرية فى التربة التحتية ومع عوامل التعرية والرياح عبر آلاف السينين تلاشت الرمال من المنخفض وتكونت به المياه لاحقاً وهو ما يعرف الآن ببحيرة قارون (بحيرة موريس قديماً) .
وكان هذا النهر يصب فى البحر المالح شمال بحيرة قارون حالياً وعند هذا المصب تكونت أكبر دلتا تجمعت بها كميات هائلة من الثدييات والمشيمات والفقريات واللافقريات والرخويات والهلاميات وعند المصب تجمعت التماسيح الذى يطلق عليها تماسيح المياه المالحة وقد كشفت بعثة آثار وزارة الاثار عن بقايا هذه الحيونات
ويتم حالياً إعداد ملف كامل عن هذا الكشف الهائل بمعرفة د. سمير غبور منسق اليونسكو بمصر بالتعاون مع الإدارة العامة لآثار ما قبل التاريخ بوزارة الدولة لشئون الاثار وجهاز شئون البيئة بوزارة البيئة لتحويل محمية جبل قطرانى ومساحتها 1110كم2 إلى محمية تراث عالمى لتفردها بالعديد من المزايا الحضارية والأثرية والجيولوجية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق