‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيدنا يوسف .امنمحات الثالث. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات سيدنا يوسف .امنمحات الثالث. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 15 يوليو 2019

حكايات قديمه كان يا مكان عن الفيوم كما ذكرها المؤرخون

ذكر في كتاب تاريخ الفيوم ل ابراهيم رمزي عن الفيوم وهو كتاب رائع يستحق القرائه 

إن الذي حفر بحرية موريس هو امللك أمنمحعت الثالث أحد ملوك العائلة الثانية عشرة، وهو من الرعاة، وكان اسم زوجته «سبك نفرورع»، ووجد في الآثار القديمة أن اسم الفيوم القديم «بي سبك»، فلا يبعد أن يكونوا قد وضعوا اسم الفيوم على اسم زوجة امللك ً املذكورة. وكانت الفيوم أيضا باسم «بيومع» أي مدينة اليم، واسم الفيوم بالهرمسية «بايوم» أو «فايوم». ومن هذا يُعرف أن الذين قالوا إن اسم الفيوم مأخوذ من قولهم: «ألف يوم» قد أخطئوا كثريًا، وتحرير هذا الزعم على قولهم: «إن سيدنا يوسف ملا بنى الفيوم في جملة ً أيام اختلفوا في أنها سبعون يوما أو أربعة أشهر، وجاء امللك فرآها فسأل يوسف: في كم يوم بنيتها وحفرت ترعتها؟ فقال: في كذا من الأيام. فاستغرب امللك قوله وقال: إن هذا عمل يستغرق على الأقل ألف يوم. فدعوها باسم الفيوم.» ً مع أننا لو تصفحنا التواريخ لوجدنا أن أمنمحعت الثالث كان موجودا قبل سيدنا يوسف بزمن طويل، وقد سميت الفيوم «بايوم» أو «فايوم» في زمن أمنمحعت املذكور، أي قبل ميلاد سيدنا يوسف كما ثبت ذلك من آثار الأقدمني، فإذن لا صحة لقول القائل بأن اسمها مأخوذ من «ألف يوم». ومعنى «بايوم» أو «فايوم» بلد البحر، ولفظ الفيوم محرف عن هذين الاسمني، ومضاف إليه «ال» أداة التعريف.

أقوال هريودتس عن الفيوم
هريودتس هو رجل يوناني اشتُهر بعلم تاريخ الأقدمني، وقد ساح في أغلب البلاد التي َّدون تاريخها وأخذ عن أهلها، ما ساعده على كتابة تاريخه، توفي هذا الرجل املؤرخ منذ ٢٢٠٠ سنة، قال في تاريخه فيما يختص بالفيوم ما يأتي — نقلناه مع إضافة بعض بيانات: «وقال لي الكهنة — أي كهنة املصريني: إنه لم يكن من هؤلاء امللوك — أي ملوك العائلة الثانية عشرة — واحد امتاز بأعمال عظيمة ولا بأثر جليل إلا موريس — يعني أمنمحعت الثالث — وهو آخرهم فإنه اشتُهر بآثار كثرية؛ لأنه بنى دهليز هيكل فلكانوس ً الذي إلى جهة الشمال، وحفر بحرية سأذكر مساحتها فيما بعد، وأنه أنشأ أهراما سأذكر كبرها حينما آتي على ذكر البحرية.» ا.ه. وقال في موضع آخر من تاريخه ما نصه:

"وأنا أذكر الآن ما جرى في مصر بحسب إقرار المصرين أنفسهم وسائر الأمم، وأضيف على ذلك ما شهدته بنفسي. ً ا لفلكانوس معا، تمتع املصريون ً بعد موت سيتوس الذي كان ملكا وكاهنً بحريتهم، ولكن إذ كانوا لا يقدرون أن يلبثوا برهة بلا ملك اختاروا اثني عشر ً ملك ً ا، وقسموا مصر إلى اثني عشر قسما، جعلوا كل ملك لقسم منها، وصار ً الاتحاد بني هؤلاء امللوك بالزواج، وتعاهدوا ألا يضروا بعضهم بعضا، وألا ً يطمع الواحد بملك الآخر، وأن يبقوا دائما متحدين باملحبة الصادقة. وكانت الغاية من هذه املعاهدة أن يتقوا ويثبتوا بإزاء كل خطر يعرض؛ لأنه منذ أول ملكهم بلغهم وحي أن من يقدم منهم سكيبًا في هيكل فلكانوس بكأس من نحاس يملك على كل مصر، ولذلك كانوا يجتمعون في كل الهياكل.

 وأرادوا أيض ً ا أن يبنوا أثر ً ا على نفقتهم جميع ْ ا، فلما تم عزمهم بنوا بربَى فوق بحرية موريس بقليل وقرب مدينة التماسيح، وقد رأيت هذا البناء فوجدته يفوق وصف الواصفني، فكل أعمال الأغارقة وكل أبنيتهم لا تشبهه لا من جهة الشغل ولا من جهة النفقة، بل جميعها دونه بكثري، وهياكل أفسس وساموس تستحق املدح. وأما الأهرام فهي فوق كل ما يُقال عنها، ً كل واحد منها خصوصا يمكن أن يُقابل بأعظم أبنية الأغارقة.
حكايات قديمه كان يا مكان عن الفيوم كما ذكرها المؤرخون


وأرادوا أيض ً ا أن يبنوا أثر ً ا على نفقتهم جميع ْ ا، فلما تم عزمهم بنوا بربَى فوق بحرية موريس بقليل وقرب مدينة التماسيح، وقد رأيت هذا البناء فوجدته يفوق وصف الواصفني، فكل أعمال الأغارقة وكل أبنيتهم لا تشبهه لا من جهة الشغل ولا من جهة النفقة، بل جميعها دونه بكثري، وهياكل أفسس وساموس تستحق املدح. وأما الأهرام فهي فوق كل ما يُقال عنها، ً كل واحد منها خصوصا يمكن أن يُقابل بأعظم أبنية الأغارقة.

 على أن البربى 12 القسم الأول يفوق الأهرام نفسها — البربى هي املسماة لابريانتا — فهو مؤلف من اثنتي ً عشرة دارا تحدق بها أسوار أبوابها متقابلة، ستة منها إلى الشمال وستة إلى الجنوب، وكلها متلاصقة، وحول الجميع سور واحد، ومنازلها مزدوجة، منها ألف وخمسمئة غرفة تحت الأرض وألف وخمسمئة فوق الأرض، وكلها ثلاثة ُ آلاف. وقد دخلت املنازل العليا وجلْت فيها، ولذلك أتكلم عنها بتحقيق لأني شاهدتها بعيني، وأما التي تحت الأرض فلا أعرف عنها إلا ما قيل لي؛ لأن املصريني املتولني أمرها لم يسمحوا لي أن أراها؛ لأنها على قولهم متخذة مدافن للتماسيح املقدسة وامللوك الذين بنوا هذا البناء كله، فلا أتكلم إذن عن املنازل ً السفلى إلا نقلا عن كلام الناس، وأما العليا فقد رأيتها وأحسبها كأعظم ما عمل البشر في سالف الأزمان.

فلا يزداد الإنسان إلا تعجبًا من اختلاف املسالك املتعرجة املؤدية من الدور إلى املنازل، واملنافذ املؤدية منها إلى دور آخر، وكل مجموع من تلك املنازل مؤلَّف من غرف كثرية، تنتهي إلى معابر يوصل منها إلى منازل أخرى، تجتاز غرفها للوصول إلى دور آخر، وسقف كل مجموع املنازل من حجر وكذلك الجدران، وهذه كلها منقوشة بصور مسنمة.

وحول كل دار صف من الأساطني حجرها أبيض، متقنة الإحكام، وفي ٌّ الزاوية التي ينتهي بها البربى يوجد هرم علوه خمسون أورجية، قد حفرت عليه صور كبرية لبعض الحيوانات، ويوصل إليه بمدخل تحت الأرض. ومهما كان هذا البربى عجيبًا، فإن بحرية موريس القريبة إليه أعجب منه؛ محيطها ثلاثة آلاف وستمئة استادة عبارة عن ستني سخينة، أي أن استدارتها بمقدار مسافة ساحل مصر كلها من جهة البحر، وهذه البحرية ً املمتدة طولا من الشمال إلى الجنوب عمقها خمسون أورجية في عمق موضع ُ منها، وقد حفرت بأيدي الناس والدليل منها نفسها فإنه يُشاهد في وسطها تقريبًا هرمان علو كل منهما فوق املاء خمسون أورجية وخمسون تحت املاء، وعلى كل منهما تمثال ضخم جالس على عرش، فطول كل من هذين الهرمني مئة أورجية، فمئة أورجية تكون استادة أي ستة بليثرات؛ لأن الأورجية ستة أقدام أو أربع أذرع والقدم أربع قبضات والذراع ست قبضات.

 ومياه بحرية موريس ليست من نبع؛ لأن الأرض التي فيها جافة جدا وقاحلة، بل يؤتى بها من النيل بترعة بينهما، فتجري من النيل إلى البحرية مدة  ستة أشهر، ومن البحرية إلى النهر ستة الأشهر الأخرى، وفي مدة رجوع املياه منها إلى النهر يكون من الصيد في البحرية ضريبة للخزينة امللوكية وزنة فضة كل يوم، لكن في الستة أشهر التي تدخلها املياه من النيل لا تكون الضريبة ً إلا عشرين منا — الوزنة عبارة عن ٥٤٠٠ درهم واملنا ٩٠ درهما — فيكون مدخول الصيد السنوي للخزينة ٢٩٦٠٠٠ درهم، وكلها تنفق على حلي الملكة وعطرها.

وللبحرية عطفة من جهة الغرب، وتتجه إلى وسط الأرض على موازاة طول الجبل فوق منف، وتتفرغ مياهها ملنفعة أهالي البلاد في خليج «سريته» من َ ليبيا بواسطة قناة من تحت الأرض. ولكوني لم أر في موضع ما استُخرج من التراب عند حفر البحرية، وكنت مشتاقًا لمعرفة مكان وجوده سألت أهل البلاد الذين هم أقرب إلى البحرية من غريهم، فلم يصعب عليَّ تصديقهم أكثر مما صعب عليَّ تصديق الخبر عما فعل أهل نينوى مدينة الآشوريني من نحو ً هذا، وذلك أن لصوصا أرادوا سرقة كنوز سردنابال ملك نينوى، وكانت وفرية جدا، ومكنوزة في مكان تحت الأرض، فابتدءوا يحفرون الأرض من موضع ٍّ سكناهم، وقد اتخذوا التدابري وعرفوا املسافة بتحقيق تام، فاستمروا يحفرون إلى أن وصلوا إلى قصر امللك، وعند دخول الليل كانوا يأخذون التراب ويلقونه في دجلة وهو يجري على طول مدينة نينوى، وبقوا هكذا في عملهم إلى أن بلغوا غايتهم. وهكذا على ما سمعت عمل أهل مصر، لكن الفرق أنهم لم يكونوا ً يحفرون البحرية ليلا بل في النهار، وكلما حفروا شيئًا كانوا ينقلون التراب ويلقونه في النيل فيبدده، وعلى هذه الطريقة كان حفر البحرية إذا صدق أهل البلاد. ا.ه.


وقال في موضع آخر، ويؤخذ من قوله إن أهل الفيوم كانوا يعبدون التمساح، كما يتضح ذلك من عبارته الآتية: وبعض املصريني يحسبون التماسيح مقدسة، وبعضهم يطاردونها ويقتلونها، ً فالذين يسكنون نواحي طيوة وبحرية موريس يحترمونها احترام ً ا شديدا، ً وكلهم يأخذون تمساحا صغريًا يربونه ويعلمونه أن يحتمل مس اليد، ويعلقون في أذنه حلقً ا من ذهب أو حجارة مقلدة، ويجعلون في قائمتيه الأماميتني أساور، 14 القسم الأول ويطعمونه من لحم الذبائح وأطعمة أخرى مفروضة، ويعتنون به ما دام حيٍّا، وإذا مات يحنطونه ويضعونه في تابوت مقدس. انتهى كلام هريودتس.

أقوال املقريزي في خططه عن الفيوم
نقلنا أقوال هذا املؤرخ العربي الشهري مع بعض تصرف واختصار. قال تحت هذا العنوان «خليج الفيوم واملنهى»: «مما حفره نبي الله يوسف الصديق — عليه السلام — عندما عمر الفيوم كما هو ً مذكور في خبر الفيوم من هذا الكتاب، وهو مشتق من النيل لا ينقطع جريه أبدا، وإذا قابل النيل ناحية دورة سريام التي تعرف اليوم بدورة الشريف «ديروط» يعني ابن ثعلب النايب في أيام الظاهر بيبرس، تشعبت منه في غربيِّه شعبة تسمى املنهى تستقل ً نهرا يصل إلى الفيوم، وهو الآن عرف ببحر يوسف، وهو نهر لا ينقطع جريانه في جميع السنة، فيسقي الفيوم عامته سقيً ً ا دائما، ثم ينجز فضل مائه في بحرية هناك. ومن َّ العجب أن ينقطع ماؤه من فوهته، ثم يكون له بلل دون املكان املندى، ثم يجري جريًا ً ا دون مكان البلل، ثم يستقل نهرا جاريًا لا يُقطع إلا بالسفن، ويتشعب منه أنهار، ضعيفً ً وينقسم قسما يعم الفيوم يسقي قراه ومزارعه وبساتينه وعامة أماكنه، والله أعلم.» ا.ه. وقال تحت هذا العنوان «ذكر مدينة الفيوم»:

 «اعلم أن موضع الفيوم مكان مغيض ماء النيل، فلما ولي السيد يوسف الصديق َّ — عليه السلام — تدبري أمور مصر عمرها، قال ابن وصيف شاه: «ثم ملك الريان بن الوليد وهو فرعون يوسف، والقبط تسميه نهراوش، فجلس على سرير امللك، وكان ً عظيم الخلق، جميل الوجه، عاقلا، متمكنًا، فوعد بالجميل، وأسقط عن الناس خراج ثلاث سنني، وفرق املال في الخاص والعام، وملَّ ً ك على البلد رجلا من أهل بيته يقال له أطفني، وهو الذي يسميه أهل الأثر العزيز، فأمر أن يُنصب له في قصر امللك سرير من ُ فضة يجلس عليه، ويغدو فيه ويروح إلى باب امللك، ويخرج العمال والكتَّاب بني يديه، َ فكفى نهراوش ما خلْ َف ِستر َّ ه، وقام بجميع أموره وخلاه للذَّته، فانغمس نهراوش في لهوه، ولم ينظر في عمل، ولا ظهر للناس حينًا، والبلد عامر وهو لا يسأل عن شيء. وعمل ْور ملون، فكان إذا وقعت له مجالس من زجاج ملون وحولها ماء فيه أسماك مفرطة وبلَّ ُ الشمس عليه ظهر له شعاع عجيب، وعملت له عدة منتزهات على عدد أيام السنة، فكان في كل يوم في موضع منها، وعمل له في كل موضع من الآنية والفرش ما ليس لغريه.


فاتصل بملوك النواحي تشاغلُه بلذته وتدبري أطفني، فسار ملك من العماليق يقال ً له أبو قابوس عاكر بن يخوم إلى مصر، ونزل على حدودها، فجهز إليه العزيز جيشا عليه قائد يقال له بريانس، فأقام يحاربه ثلاث سنني، فظفر به العمليقي وقتله، وهدم الأعلام واملصانع وقوي طمعه في البلد، فاجتمع الناس إلى قصر امللك واستغاثوا، فخرج إليهم وعرض جيوشه، وخرج في ستمئة ألف مقاتل سوى الأتباع، فالتقوا من وراء الحوف، وكان بينهما قتال شديد، فانهزم العملقي وتبعه نهراوش إلى حد الشام. وبالجملة فقد هاج في صدره حب الحرب، فضرب السودان إلى أن تجاوز بلاد الدمدم الذين يأكلون الناس وغريهم، حتى خافه جميع امللوك، وتخلص من القول بأنه منغمس في اللذات، ثم رجع إلى بلاده فوجد العزيز املسمى أطفني متوليًا الأمور كما تركه، وحينئذ حدث ليوسف السجن بعد أن راودته امرأة العزيز إلى آخر القصة. وبعدها مات العزيز والريان منعكف على امللاذِّ، وحصل يوسف على خزائن مصر أيام الخصب والجدب

 ثم ولي يوسف الأحكام في مصر. وفي وقته — أي وقت الريان املسمى نهراوش — عمل يوسف الفيوم، فإن أهل مصر َ كانوا وشْوا به إلى امللك، وقالوا قد كبر ونقص نفعه فاختبره، فقال له: «إني وهبت هذه الناحية لابنتي وكانت مغايض للماء، فدبِّرها لها»، فعملها يوسف، واحتال للمياه حتى ً ى اللاهون، وجعل املاء فيها مقسوما موزونًا، أخرجها، وقلع أوحالها، وساق املنهى وبنَ وفرغ منها في شهور أربعة فعجبوا من حكمته.

ويقال في خبر بناء يوسف — عليه السلام — مدينة الفيوم إنه ملا وزر لفرعون َ ثلاثني سنة عزله، فقال: «لم عزلتني؟» فقال: «لم أعزلك لريبة ولا أنسى بركتك، ولكن آبائي عهدوا إليَّ َّ أن لا يتولى لنا وزير أكثر من ثلاثني سنة، وإنا نخشى أن يتأصل الوزير حتى يدبِّر على امللك»، فقال له يوسف: «قد علمت نصحي لك حتى صريت ديار مصر ً كلها ملك ً ا لك، فأقطعني أرضا تكون لقوتي وقوت أهلي وعشريتي.» فقال له فرعون: «اختر حيث شئت.» فمشى يوسف في قفار الأرض حتى رأى أرض الفيوم، وفيها جبل ا حائل بني النيل وبينها، فوزن ماء النيل حتى رأى أن قاعها يركبه النيل، فخرق خرقً في ذلك الجبل، وساق املاء فيه إلى الفيوم، فسقى الأرض وعمل في جوانب املاء ثلاثمئة وستني قرية على عدد أيام السنة، وشحنها بالغلال والأقوات التي ازدرعها، فكان إذا نقص النيل ووقع الجوع بأرض مصر، باع كل يوم ما جمعه في قرية من قرى الفيوم، حتى ملك مصر لنفسه كما جمعها للملك؛ فعظم شأن يوسف وكثر ماله، فرده امللك بعد 16 القسم الأول مدة إلى وزارته، وتوفي وهو وزير، فأوصى بخروج جثته إلى الأرض المقدسة.

وقيل: كان سبب ذلك أن يوسف — عليه السلام — ملا ملك مصر، وعظمت منزلته من فرعون، وجاوز سنه مئة سنة، قال وزراء امللك له: «إن يوسف قل علمه وتغري وا عقله ونفدت حكمته»، فعنَّفهم فرعون، ورد عليهم مقالتهم، وأساء اللفظ لهم، فكفُّ ثم عاودوه بذلك القول بعد سنني فقال لهم: «هلموا ما شئتم من أي شيء اختبروه به.» ُ وكان بلد الفيوم يومئذ يدعى الجوبة، وإنما كانت مل َصالة ماء الصعيد وفضوله، فاجتمع رأيهم على أن تكون هي املحنة التي يمتحنون بها يوسف، فقالوا لفرعون: «سل يوسف ً أن يصرف ماء الجوبة عنها، ويخرجه منها، فتزداد بلد ً ا إلى بلدك، وخراجا إلى خراجك.» ً فدعا يوسف فقال: «تعلم مكان ابنتي فلانة مني، وقد رأيت إذا بلغت أن أطلب لها بلدا، وإني لم أصب لها إلا الجوبة، وذلك أنه بلد بعيد قريب لا يُرى بوجه من الوجوه إلا من غابة أو صحراء، وكذلك ليست هي تُؤتى من ناحية من النواحي من مصر إلا من مفازة وصحراء، فالفيوم وسط مصر كمثل مصر في وسط البلاد؛ لأن مصر لا تُؤتى من ناحية َّ من النواحي إلا من صحراء أو مفازة.» قال: «وقد اقتطعتها إياها، فلا تتركن ً وجها ولا ً نظرا إلا بلغته.» فقال يوسف: «نعم أيها امللك، متى أردت ذلك فابعث إليَّ، فإني إن شاء الله فاعل ذلك.» قال: «أحبه إليَّ وأرفعه أعجله.» ً ج: خليجا من أعلى الصعيد من موضع كذا، ُ وحي إلى يوسف أن تحفر ثلاثة خلُ ُ فأ ً وخليجا شرقيٍّ ً ا من كذا إلى موضع كذا، وخليجا غربيٍّا من موضع كذا إلى موضع كذا، فوضع يوسف العمال فحفر خليج املنهى من أعلى أشمون إلى اللاهون، وأمر البنائني أن ً يحفروا اللاهون، وحفر خليج الفيوم وهو الخليج الشرقي، وحفر خليجا بقرية يقال لها بنهمت من قرى الفيوم وهو الخليج الغربي، فخرج ماؤها من الخليج الشرقي، فصب في النيل، وخرج من الخليج الغربي فصب في صحراء بنهمت إلى الغرب، فلم يبق في الجوبة َع َّ لة فقطع ما كان فيها من القصب والط ْرفاء وأخرجه منها، وكان ذلك ماء، ثم أدخلها الفَ ابتداء جري النيل. وقد صارت أرض الجوبة نقية برية، وارتفع ماء النيل فدخل في رأس املنهى فجرى فيه حتى انتهى إلى اللاهون فقطعه إلى الفيوم

، فدخل خليجها فسقاها ً فصارت لجة من النيل. وخرج إليها امللك ووزراؤه، وكان هذا كله في سبعني يوما، فلما نظر إليها امللك قال لوزرائه أولئك: «هذا عمل ألف يوم» فسميت الفيوم، وأقامت تُزرع كما تزرع غوايط مصر.

قال: وقد سمعت في استخراج الفيوم غري هذا: أن يوسف — عليه السلام — ملك مصر وهو ابن ثلاثني، فأقام يدبرها أربعني سنة، فقال أهل مصر: قد كبر يوسف واختلف ً رأيه، فعزلوه. وقالوا: اختر لنفسك من املوات أرضا تقطعها لنفسك وتصلحها وتعمل رأيك فيها، فإن رأينا من رأيك وحسن تدبريك ما نعلم أنك في زيادة من عقلك رددناك ْع ِطيَها، فشق إليها ُ َ إلى ملكك. فاعترض البرِّيَّة في نواحي مصر، فاختار موضع الفيوم فأ خليج املنهى من النيل حتى أدخله الفيوم كلها، وفرغ من حفر ذلك كله في سنة. قال َعلَة يزيد بن أبي حبيب: وبلغنا أنه إنما عمل ذلك بالوحي، وقوي على ذلك بكثرة الفَ ً والأعوان، فنظروا فإذا الذي أحياه يوسف من الفيوم لا يعلمون له بمصر كلها مثلا ولا ً ا، فقالوا: «ما كان يوسف قط أفضل عقلا ولا رأيًا ولا تدبريً ُّ ا منه اليوم»، فردوا إليه نظريً ُ امللك فأقام ستني سنة تمام مئة سنة، حتى مات وهو ابن ثلاثني ومئة سنة. ثم بلغ يوسف قول وزراء امللك وأنه إنما كان ذلك على املحنة منهم له، فقال للملك: ِزل الفيوم نْ ُ «عندي من الحكمة والتدبري غري ما رأيت» فقال له امللك: «وما ذاك؟» قال: «أ ُ من كل ك َورة من كور مصر أهل بيت، وآمر أهل كل بيت أن يبنوا لأنفسهم قرية —  وكانت قرى الفيوم على عدد كور مصر — فإذا فرغوا من بناء قراهم صريت لكل قرية ِّصري لكل ُ ِّ من املاء بقدر ما أصري لها من الأرض، لا يكون في ذلك زيادة ولا نقص، وأ ً ا للمرتفع ومرتفعا للمطاطئ قرية شربً ِّ ا في زمان لا ينالهم املاء إلا فيه، وأصري مطاطئً َضات، فلا يقصر بأحد دون حقه، ولا بَ ِّ بأوقات من الساعات في الليل والنهار، وأصري لها قَ يزداد فوق قدره.» فقال له فرعون: «هذا من ملكوت السماء؟» قال: «نعم.» فبدأ يوسف ً فأمر ببنيان القرى وحدد لها حدودا، وكانت أول قرية عمرت بالفيوم قرية يقال لها سانة، وهي القرية التي كانت تنزلها بنت فرعون، ثم أمر بحفر الخليج وبنيان القناطر، فلما فرغوا من ذلك استقبل وزن الأرض ووزن املاء، ومن يومئذ حدثت الهندسة، ولم ً يكن الناس يعرفونها قبل ذلك، وكان أول من قاس النيل بمصر يوسف، ووضع مقياسا بمنف.


الفيوم وخلجانها وضياعها قال اليعقوبي

كان يقال في متقدم الأيام: مصر والفيوم؛ لجلالة الفيوم وكثرة عمارتها، وبها القمح املوصوف، وبها يُعمل الخيش. وحكى املسعودي أن معنى الفيوم ألف يوم. قال القضاعي: الفيوم، وهي مدينة دبرها يوسف — عليه السلام — بالوحي، ِم ُّ ري كل ً ضيعة منها مصر يوم ً ا واحدا، فكانت تمري مصر وكانت ثلاثمئة وستني ضيعة تَ ً السنة، وكانت تروى من اثنتي عشرة ذراعا، ولا يستبحر ما زاد على ذلك، فإن يوسف َّ — عليه السلام — اتخذ لهم مجرى ورتبه ليدوم لهم دخول املاء فيه، وقومه بالحجارة َّ املنضدة، وبنى به اللاهون. وقال ابن رضوان: الفيوم يخزن فيه ماء النيل، ويزرع عليه مرات في السنة، حتى إنك ترى هذا املاء إذا خلا يغري لون النيل وطعمه، وأكثر ما تحدث ً هذه الحالة في البحرية التي تكون في أيام القيظ سفط ونهيا، وصاعدا إلى ما يلي الفيوم، وهذه حالة تزيد في رداءة أهل املدينة — يعني مصر — ولا سيما إذا هبت ريح الجنوب، فإن الفيوم في جنوب مدينة مصر على مسافة بعيدة من أرضها.»

وقال القاضي السعيد أبو الحسن علي ابن القاضي املؤتمن بقية الدولة أبي عمرو عثمان بن يوسف القرشي املخزومي في كتاب «املنهاج في علم الخراج»: ً ا وأوسعها أرض ً ا، وأجودها قطرا، وإنما غلب وهذه الأعمال من أحسن الأشياء تدبريً على بعضها الخراب لخلوها من أهلها، واستيلاء الرمل على كثري من أرضها، وقد وقفت على دستور عمله أبو إسحاق إبراهيم بن جعفر بن الحسن فذكر خلجان الأعمال املدثورة ِّ وما عليها من الض َ ياع، وقد أوردته ها هنا، وإن كان منه ما قد دثَر، ومنه ما تغريت ُ أسماؤه، ومنه ما جهلت مواضعه بالدثور ولكن أوردته ليُعلم منه حال الغامر الآن، ويَستقصي به من له رغبة في عمارة ما يقدر عليه من الغامر، وفي إيراده مصلحة ليُعلم ُ شرب كل موضع ونسخته — دستور — على ما أوضحه الكشف من حال الخلُج الأمهات بمدينة الفيوم، وما لها من املواضع، وشرب كل ضيعة منها، ورسمها في السد والفتح والتعديل والتحرير، وزمان ذلك عمل في جمادى الآخرة سنة اثنتني وعشرين وأربعمئة. نبتدئ بعون الله وحسن توفيقه بذكر حال البحر الأعظم الذي منه هذه الخلج، فنذكر مادته التي صلاحه بصلاحها:

 «خليج الفيوم الأعظم»: يصل املاء إلى هذا الخليج من البحر الصغري املعروف باملنهى ذي الحجر اليوسفي، وفوقه هذا البحر عند الجبل املعروف بكرسي الساحرة من أعمال الأشمونني، ومنه شرب بعض الضياع الأشمونية والقسية والأهناسية، وعلى جانبيه ضياع كثرية شربها منه وشرب كروم ماله كروم منها. قال الحجر اليوسفي، والحجر اليوسفي جدار مبنى بالطوب والجري املعروف عند املتقدمني بالصاروج وهو الجري والزيت، وبناؤه من الشمال إلى الجنوب، ويتصل من نهايته من الجنوب بجدار َ بناؤه مثل بنائه على استقامة من الغرب إلى الشرق، ويحصره ميَلان منه في نهايته ً وطوله مئتا ذراع بذراع العمل، ويتصل بهذا الجدار على طول ثمانني ذراعا منه من جهة الغرب نهاية الجدار الأعظم من الجنوب. وفائدة بناء الجدار الأعظم رد املاء إذا انتهى إلى ً حدود اثنتي عشرة ذراعا إلى مدينة الفيوم، وطول ما يتصل منه الجدار الذي من جهة الغرب إلى الشرق ثم يتصل بامليل ثم ينخفض من حدود هذا امليل إلى ميل مثله يقابله ً من جهة الشمال؛ خمسون ذراعا، وبُعد ما بني هذين امليلني وهو املنخفض مئة ذراع سد بجسر من وعشر أذرع، ومقدار املنخفض منه أربع أذرع. وهذا املنخفض هو الذي يُ ُّ ً حشيش يسمى لبشا، وعرض ما يجري عليه املاء وهو موضع اللِّبش وما قابله إلى جهة ً الشرق أربعون ذراعا، وعليه مسك اللبش الثاني، ويتصل بهذا امليل إلى جهة الشمال ما ً طوله ثلاثمئة واثنان وسبعون ذراعا، ثم يتصل به على نهاية هذا الطول جدار يمر على استقامته إلى الحجر مبني بالحجر طوله على استقامته إلى جهة الشرق مئة ذراع، ثم ً ينخفض أيض ً ا من حيث يتصل بهذا الجدار ما طوله عشرون ذراعا، وقدر املنخفض منه سد بجسر حشيش يسمى اللكيد، وطول بقية الجدار إلى ً ذراعان، وهذا املنخفض أيضا يُ ُّ ً نهايته من جهة الشمال مئة وست وثلاثون ذراعا، وقبالة هذا بطوله منه مبلَّط، وفيه ُّ قناطر مبنية بالحجر كانت قديمة ترد املاء إلى الفيوم من الخليج القديم الذي عنده ْرع الجدار السدود اليوم، وكان عليها أبواب، وعدتها عشر قناطر قديمة، فيكون جميع ذَ ً الأعظم من نهايته سبعمئة واثنني وسبعني ذراعا بذراع العمل دون الجدار املعترض من الغرب إلى الشرق. 

ً ويمر هذا الجدار الأعظم من كلتا جهتيه جميعا حتى يتصل بالجبل، فتوجد آثاره ً في القيظ مرورا على غري استقامة، وعرضه مختلف، وكلما انتهى إلى سطحه قل عرضه، ً وعرض أعلاه مع الظاهر من أسفله جميع ً ا ست عشرة ذراع َ ا، وفيه منَافس يخرج منها املاء، وهي برابخ زجاج ملونة يشبه املينا وأزرق وسليماني، وهو من العجائب الحسنة في عظم البناء وإتقانه؛ لأنه من الأبنية اللاحقة بمنارة الإسكندرية وبناء الأهرام، فمن معجزته أن النيل يمر عليه من عهد يوسف — عليه السلام — إلى هذه الغاية وما تغري عن مستقره، ويدخل املاء من هذا البحر في هذا الزمان إلى مدينة الفيوم من خليجها 20 القسم الأول َّ الأعظم ما بني أرض الضيْعتني املعروفتني بدمونة واللاهون، ومنه شرب هاتني الضيعتني َ وغريها سيْ ًحا، ومنه شرب كرومها بالدواليب على أعناق البقر، وإن قصر النيل عن ُ الصعود إلى سوادها س ُ قيت منه على أعناق البقر وزرعت. وينتهي في الخليج الأعظم إلى خليج يُعرف بخليج الأواسي، وليس عليه رسم في ِ سد ولا فتح ولا تعديل، وينتهي إلى الضيعة املعروفة ببياض، فيملأ بَركها وغريها من ِ البرك، وللبرَك مقاسم يصل إلى كل مقسم منها لغايته ومقدار شرب ما عليه، وينتهي َ إلى الضيعة املعروفة بالأوسية الكبرى، فمنه شربها من مقسمني لها، وبر ْسمها باب ومنه يشرب نخلها وشجرها، وعلى هذا الحد طاحونة تعمل باملاء، ثم ينتهي إلى ثلاثة مقاسم آخرها الضيعة املعروفة بمرطبنة، منها مقسم لها، ومقسم لقبالات عدة، واملقسم الثالث ٍ يسقي أحد أحياء النخل،

 وبهذا الحي سواق َ وبساتني قد خِربت وجميز جائر به، وكان ٍ نية النخل، ثم ينتهي إلى حي ثان على صفة الأول، ثم ينتهي إلى الضيعة قْ َ بها بيوت في أ َّ املعروفة بالجوبة فيملأ بركها، وينتهي إلى ثلاثة مقاسم في صف وفوقها خليج معطل، ويشرب من هذه املقاسم عدة ضياع، ثم ينتهي املاء من هذا الخليج إلى البطس، وهو َ نهايته. وعلى الخليج الأعظم بعد هذا أباليز شربها منه من أفواه لها سيْ ًحا، فإذا نضب َ صب على أفواهها بر ِ سم صيد السمك شباك. ماء النيل نُ ثم ينتهي الخليج الأعظم على يمنة من يريد الفيوم إلى خليج يُعرف ب «خليج سمسطوس»، منه شرب سمسطوس وغريها، وأباليز كثرية تجاوز الصحراء من املشرق ِ منه ومن ق ِبليِّ ً ه، وهو ما بني هذا الخليج وخليج الأواسي. ثم ينتهي الخليج الأعظم أيضا إلى «خليج ذهالة»، ومنه شرب عدة ضياع، وعليه يُزرع الأرز وغريه. ثم ينتهي الأعظم إلى ثلاثة خلج، ثم ينتهي إلى «خليج بينطاوة»، وبهذا الخليج ثلاثة أبواب قديمة يوسفية، ً سعة كل باب منها ذراعان بذراع العمل، ويمر فيه املاء وينتهي أيضا إلى بابني يوسفيَّْني. ورسم هذا الخليج أن يُ َّسد هو وسائر املطاطية على استقبال عشر تخلو من هاتور إلى سد إلى عشر تخلو من طوبة، سلخه، ويُفتح على استقبال كيهك إلى عشر تبقى منه، ثم يُ ُّ سد على استقبال أمشري إلى عشر تبقى منه، ثم يُ َ فتح ليلة الغطاس إلى سلْخ طوبة، ثم يُ ُّ ثم يُفتح لعشر تبقى منه إلى عشر تخلو من برمهات، ثم يُفتح إلى عشر تخلو من برمودة، ثم يُ َّعدل في موضعه، وقد خرب ما على بَ ْحِريِّه من الضياع، ويشرب منه عدة ضياع. َ ولهذا الخليج مِفيض تحت الجبل بقبو، ويخرج منه املاء في زمان تكاثره. ثم ينتهي الخليج الأعظم إلى «خليج دله»، وهو من املطاطية، وحكمه في السد والفتح والتعديل والتحسني كما تقدم، وهو على يسرة من يريد املدينة، وله بابان  يوسفيان مبنيان بالحجر سعة كل منهما ذراعان وربع، ومنه شرب عدة ضياع أمهات وغريها، وفي وسطه مفيض لزمان الاستبحار يفتح فيفيض املاء إلى البركة العظمى، وفي ً أقصى هذه البركة أيضا مفيض له أبواب يقال إنها كانت من حديد، فإذا زادت فتحت الأبواب فيمضي املاء إلى الغرب، وقيل إنه يمر إلى سنترية، وكان على هذين الخليجني بساتني وكروم كثرية تشرب على أعناق البقر. وينتهي الخليج الأعظم إلى «خليج املجنونة»، سمي بذلك لعظم ما يصري إليه من املاء، وحكمه في السد وغريه على ما ذكر، ومنه شرب ضياع كثرية،

 وبه تدار طواحني، ُ وإليه تصري م َصالات مياه الضياع القبلية، وإلى بركة في أقصى مدينة الفيوم تجاور الجبل ُّ املعروف بأبي قطران، ويلقي ما ينصب ِ من مصالات الضياع البحرية فيها وهي البركة العظمى. ثم ينتهي الخليج الأعظم إلى «خليج تلالة»، وله بابان يوسفيان متينان مبنيان بالحجر، سعة كل منهما ذراعان وثلثا ذراع، وليس فيه رسم سد ولا فتح ولا تعديل ولا تحييز إلا في تقصري النيل فإنه يُحيَّ ٍ ز بحشيش، ومنه شرب طوائف املدينة وعدة أراض سد حتى يصعد ُّ ِوضياع، وفيه فوهة خليج البطش الذي إليه مفاضل املياه، وفيه أبواب تُ ٍ املاء إلى أراض مرتفعة بقدر معلوم، وإذا حدث بالسد حدث يفسده كانت النفقة عليه ِّ من الضياع التي تشرب منه بقدر استحقاقها.

 ثم ينتهي الخليج الأعظم إلى خلجان من ِ جانبيه في ق ِبليِّه وبَحريِّه، ثم ينتهي إلى «خليج سموه»، وهو على يمنة من يريد مدينة الفيوم، وهو من املطاطئة، وله بابان يوسفيان سعة كل منهما ذراعان ونصف، وحكمه حكم ما تقدم، ومنه شرب طوائف كثرية وعدة ضياع، وينتهي إلى أربعة مقاسم بأبواب، ً وإلى خلجان تسقي ضياع ُ ا كثرية، منها «خليج تبدود» فيه عني حلوة فإذا سَّد هذا الخليج ُ سقى منها أراضي ما جاورها، وظهرت هذه العني ملا ع ُ دم املاء، وحفر هذا املوضع ليُعمل بئرًا فظهرت منه هذه العني، فاكتُفي بها. ْر َوانات ومقاسم قديمة، وبها أبواب ثم ينتهي الخليج الأعظم إلى خلجان بها شاذَ يوسفية بها رسوم في السد والفتح، يشرب منها ضياع كثرية، ورسم الترَع أن يُ َّسد ُّ جميعها على استقبال عشرة أيام تخلو من هاتور إلى سلخه، وتُفتح على استقبال كيهك ً مدة عشرين يوما، ثم تُفتح لعشر تبقى منه إلى الغطاس، وتُفتح يوم الغطاس إلى سلخ سد ً على استقبال أمشري عشرين يوما، ثم تُفتح لعشر تبقى منه إلى عشرين من ُّ طوبة، وتُ َّعدل فيُهتم بعمارتها، ولهم في التعديل برمهات، وتُفتح عشرة أيام تخلو من برمودة، ثم تُ 22 القسم الأول ِ ْ عطى منه كل ناحية شربها بالعدل بقوانني معروفة عندهم. وقد اختصرت أسماء قسم تُ الضياع التي ذكرها لخراب أكثرها الآن، والله أعلم.