الأربعاء، 21 أغسطس 2019

الرئيس السادات وعلاقته بمساجد واضرحه ال البيت بمصر

كان السادات محبا لآل البيت ، ويفسر ذلك بأنه قام بزيارة مسجد الإمام الحسين في عام 1971 ، وقام بأداء الصلاة فيه وإلقاء خطبة به


رصد كتاب "الرؤساء وأقطاب الحقيقة" للكاتب الصحفي محمود رافع قصة اتخاذ الرئيس الراحل محمد أنور السادات لمقام السيد "أحمد البدوي" بمدينة طنطا، مصدر إلهام وتفاؤل قبل اتخاذ أي قرار بشأن الدولة، فكان بالنسبة له مفتاح النصر بحرب أكتوبر المجيدة.

وكان الرئيس الراحل زار مسجد ومقام العارف بالله سيدي أحمد البدوي برفقة فضيلة الإمام الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي، ودخلا مقصورة المسجد ومعهما الشيخ أحمد حجاب، وشاورهما السادات في معركة النصر، فقال له الشيخ الشعراوي: "انطلق، فإنك مؤيد بنصر الله"، وكان نصر أكتوبر المجيد

ويسرد "رافع" في طيات كتابه أن الشيخ "أحمد محمد حجاب" إمام مسجد البدوي والذي توفي عام 1978، والمدفون في إحدى حجرات المسجد، قد بشر الرئيس السادات بالانتصار على اليهود، وطلب منه أن يتعهد له إذا ما انتصر أن يدفن في المسجد البدوي بجوار مقام السيد أحمد البدوي، وهو ما نفذه السادات، كما أدخل على المسجد العديد من التعديلات والترميمات عام 1975.

ويقول "رافع": إن الرئيس الراحل كان دائم الجلوس في مقام البدوي، والبكاء حول ضريحه، وفي فجر أحد الأيام علا صوت بكائه متضرعًا وصارخًا من أعماق قلبه: يا الله يا مغيث، إذ دخل عليه الشيخ أحمد حجاب أستاذ العلوم الشرعية بالمعهد الأحمدي بطنطا وإمام وخطيب المسجد، وفور أن رأى السادات ولم يكن معروفًا حينها أو مشهورًا، وهو مفصول من القوات المسلحة، حتى قال له حجاب: "أهلًا بك يا خديوي مصر.. سوف تكون رئيس مصر".

فرد عليه السادات: "يا مولانا أنا مفصول من الجيش، وأريد العودة لعملي"، فرد عليه أحمد حجاب: "سوف تكون رئيس مصر"، ومضت السنوات وتولى السادات رئاسة مصر، ولم ينقطع عن زيارة أحمد حجاب في خلوته بالمسجد البدوي.

وأكد "رافع" في كتابه أن السادات قبل أن يتخذ قرار الحرب توجه إلى الشيخ حجاب، فلما رآه ابتسم في وجهه وأخذه إلى غرفة مقتنيات السيد البدوي وألبسه جبته وسبحته، وقال له: السيد البدوي يسلم عليك، ويبشرك بالنصر، لكن عليك أن تجعل شعار الجيش "الله أكبر".
















عقب تحقيق الجيش المصري لانتصارات متتالية، كانت تؤكد قرب حسم المعركة لصالحه؛ استبق «السادات» خطاب النصر بزيارة لمسجدي السيد البدوي بطنطا، والإمام الحسين بالقاهرة، وكأنه يقر بدور خفي لهما، وهو الدور نفسه الذي اعتمدت عليه الرؤية التي تتردد حتى اليوم وتقول: إن الجيشين المصري والسوري لم يكونا يحاربان بمفردهما، بل حارب إلى جوارهما جنود لم يعرف من أين أتوا، ويقصد بهم الملائكة.

إذ أمر «السادات» بتوسعة مسجد السيد البدوي في العام التالي للحرب، وفي 1976، أمر بتعديل أوضاع الصوفية، فكان قانون 118 الذي نظّم الهيكل الإداري للصوفية داخل طرق يديرها مجلس أعلى، وفي مايو 1979 أمر بإصدار مجلة «التصوف الإسلامي»، التي استهلت افتتاحيتها بمقال للرئيس الراحل، سبقه مقدمة كتب فيها: «يسر مجلة التصوف الإسلامي أن تتوج عددها الأول بهذا المقال للرئيس المؤمن محمد أنور السادات، والذي يتحدث فيه عن رسالة التصوف حديث العالم ببواطنها، الغيور على تعاليمها، الحريص على تطهيرها، والسمو بها إلى مكانها الأول في صدر الإسلام، وقد شاء الله أن يحقق كل ما كانت تصبو إليه نفسه الكبيرة نحو رسالة التصوف».

وخلال تلك الفترة، استقر في العقل الصوفي قناعة بأن الرئيس السادات كان ذا نزعة صوفية، حتى إن البيان الصادر عن المجلس الأعلى للطرق الصوفية في ذكرى حرب أكتوبر لعام 2016، جاء ليصفه بـ«الرئيس الزاهد».

وقبيل قراءة الرئيس الراحل محمد أنور السادات، لبيان النصر، وفي الثلاثاء 16 من أكتوبر 1973، توجه وهو يرتدي زيه العسكري، إلى ضريح الإمام الحسين، لقراءة الفاتحة والتبرك به.

القصة تعود في الأساس إلى الاستلهام، فبينما كانت الدولة تكثف جهودها في ساعات ما قبل الحرب، على تحفيز الجنود وتهيئة ذويهم، اختارت آيات عن الشهادة تُتلى من مسجد الإمام الحسين الذي يُلقب بـ«سيد الشهداء».

ويبدو اختيار مسجد الإمام الحسين، ضمن خطة «الشؤون المعنوية» موفقًا؛ إذ يحتفظ «سيد الشهداء» بمكانة عالية في الوجدان الشعبي للمصريين.
واللافت أن علاقة مسجد الحسين بحرب أكتوبر لم تتوقف حتى اليوم، رغم مرور كل هذا الوقت؛ إذ يظل المسجد أبرز الجهات التي تشارك في الاحتفالات السنوية بذكرى الحرب.
وعن ذلك، يقول إمام المسجد، عمر أحمد عبدالمغيث، إن مسجد الإمام الحسين، على مدار تاريخه كان محطة مهمة في الأحداث السياسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق