السيرابيوم هو اسم يطلق على كل معبد أو هيكل ديني مخصص لعبادة إله الوحدانية سيرابيس، وهي عبادة مقدسة في مصر في العصر الهيلينستي"اليوناني"، تجمع بين إلهين من آلهة مصر القديمة وهما أوزوريس وأبيس، والهدف منها جعل المواطنين ذات الأصول الإغريقية والآخرين من ذوي أصول مصرية يشتركون في عبادة الإله الحامي الذي يجمع بين صفات الإلهين الإغريقيين "زيوس وهاديس" مع صفات الإلهين المصريين "أوزوريس وأبيس"
السرابيوم في مصر الموجود في سقارة وآخر موجود في الإسكندرية وهو مخصص للإله سرابيس، كما يوجد سرابيوم في روما القديمة، وفي مقاطعة أتاكما، وهو أحد المعابد المكرسة للإلهين المصريين إيزيس وأوزوريس
سرابيوم سقارة أهم المقابر التي بنيت في منف، ويقع في مجمع مدافن العجل أبيس، الذي كان مقدسا في فترة الأسرات المصرية القديمة, ويرمز للخصوبة ويعبد في منف، واعتبر قدماء المصريين أن روح الإله "بتاح" تتجسد فيه، وسرابيوم يعني مقر أو ضريح الإله سرابيس، وهو مسمى يوناني مرتبط بالمسمى اليوناني "سرابيس" للإله المصري القديم "حب" أي "الثور أبيس"، وسرابيس كلمة مركبة تجمع بين الإلهين "أوزير" و"حب"، واكتشفه عالم المصريات أوجست مارييت عام 1848.
سرابيوم سقارة يتكون من مجموعة من الأنفاق والسراديب بطول 400 متر، محفورة في قلب صخر هضبة سقارة، ويبدأ بممر طويل يؤدي إلى سلالم عبارة عن مصاطب كبيرة، في آخرها باب صغير، يفتح على ممر رئيسي على استقامة واحدة طوله 136 مترا، أرضيته خشبية، وأخرى زجاجية، لروؤية الأرض الأصلية للممرات، وعلى جانبيه 24 غرفة دفن مقببة منحوتة في الصخر، لا تواجه هذه الغرف بعضها بعضا، بل حفرت بالتبادل حتى لا تحدث ضغطا على التربة الطينية التي حفرت عليها، وجداريات المقبرة تزينها النقوش المصرية القديمة، وتحتوي كل غرفة دفن على تابوت ضخم من الجرانيت ذي الألوان المختلفة، تظهر عليها نقوش مصرية قديمة متعددة.
اللغز في مجموعة التوابيت ليس في عددها أو ضخامتها فقط، وإنما في سبب صنعها أيضا، إذ وجدت كلها خالية ومغلقة عدا تابوت واحد فقط، ما ينفي ادعاءات عالم الآثار مارييت مكتشف المقبرة، أنها توابيت لدفن جسد العجل أبيس، إذ لم يُعثر في أي تابوت منها على أي مومياء أو جثة لجسد العجل أبيس، ويبقى السؤال المحير لماذا صنعت هذه التوابيت؟
توابيت السرابيوم نفسها التي تعد اعجاز علمي وهندسي حتى في وقتنا الحالي فإن هذه التوابيت لم يتم بناؤها ولكنها نُحتت كأي تابوت هو عبارة عن 4 جوانب وقاعدة وغطاء..جسد التابوت نفسه نُحت عن طريق اقتطاع كتلة مصمتة من الجرانيت بأنواعه المُختلفة من المحاجر الموجودة في جنوب البلاد مثل الأقصر و أسوان والسودان وسيناء والبحر الأحمر والفيوم.
وبعد اقتطاع تلك الكتلة المُقدرة بـ 80 طنا تقريبا من المحجر يتم حفرها وصقلها وبعد ذلك يتم نحت الغطاء.. التوابيت كُلها مصنوعة من صخور عالية الصلابه (الجرانيت الأحمر – الجرانيت الأسود – البازلت – الشست – الكوارتز) وهي صخور لا يمكن التعامل معها الا عن طريق قواطع الماس ولا يعقل ان يقول احد بنحتها بالأدوات التي كانت تُستخدم في عصر الأسرات وهي على التوالي (الحجارة – النحاس – البرونز – ثم الحديد في العصور المتأخرة) كلها لا يمكنها التعامل معها مطلقا بهذه الأدوات فضلا عن صقلها بهذا الشكل..
لا شك أن المعاول وآلات الطرق البدائية لا يُمكنها أن تُخرج مثل هذا المُنتج الهندسي الفريد فجميع زوايا الصندوق الداخلية والخارجية عبارة عن 90 درجة كاملة ليست 90.1 ولا 89.9..أيضا مُعامل التسطيح بنسبة خطأ أقل من 0.02% وهي درجة لا يُمكن بلوغها في العصر الحديث إلى باستخدام آلات عالية الدقة أو تقنية بصرية ضوئية كالليزر وذلك للحصول على التسطيح التام..
ويترواح ارتفاع التابوت بين 3 و4 أمتار، وعرضها يصل 2 ونصف المتر، وطولها يصل إلى 3 أمتار، وتحتوي المقبرة على 26 تابوت، عثر على واحد فقط منها سليم عند اكتشاف المقبرة في منتصف القرن الـ 19 على يد العالم الفرنسي ميريت، الذي كان مديرا للمتحف المصري، ووجدت باقي التوابيت خالية من العجول، وفتح التابوت المغلق بالديناميت في ذلك الحين، وعثر فيه على مومياء العجل ومعه بعض المجوهرات، وسبب فتحها بهذه الطريق ان المصريين القدما كانوا يصنعون هذه التوابيت بطريقة تجعلها تقفل عن طريق الضغط، ما يصعب عملية فتحها بعد ذلك. مقبرة بتاح حتب وأخت حتب : وبعد الخروج من السرابيوم، توجد مقبرة "بتاح حتب وأخت حتب"، سيراً على الأقدام، وتوجد المقبرة بجوار هرم مدرج الشكل في منطقة سقارة، التي تشتهر بوجود الاهرامات المدرجة بها، وتقود إلى المقبرة سلالم كبيرة تؤدي إلى ساحة واسعة أمامها باب مقبرة "بتاح حتب".
وعند الدخول من الباب الصغير للمقبرة تجد حجرة واسعة بها 4 أعمدة، متفرع منها أكثر من غرفة تتميز حوائطها بالنقوش والرسومات المصرية القديمة، وتعد مقبرة "بتاح حتب"و"أخت حتب"، أجمل وأهم مقابر سقارة، مجمع الفلاسفة "الباثنيون": هو مكان تجمعت فيها تماثيل بعض فلاسفة اليونان، مثل سقراط وأرسطو وأفلاطون، ولا يزال بعضها قائما على بعد عشرات الأمتار من مدخل السرابيوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق